Details, Fiction and معنى النرجسية



هذا التقسيم ليس صلبًا تمامًا، فالنوعان يتقاطعان في الكثير من الأعراض، لكنه مهم جدًّا للفت الانتباه إلى أن النرجسية لا تعني بالضرورة مظهر الثقة بالنفس والغرور والغطرسة (الذي يتبادر مباشرةً إلى الذهن)، بل تتنوّع في أشكال ظهورها كثيرًا.

هناك فائزون وخاسرون، وعليك أن تكون فائزا". لكن النهج الأصح هو إخبارهم بأنهم "ليسوا مضطرين إلى أن يصبحوا الأفضل، بل أفضل ما في وسعهم فقط".

تقول ترزيسنيوسكي: لقد تغيرت معاييرنا. إذا جئت بشخص ما من الستينيات ووضعته في مجتمعنا اليوم، فهل سيختلف مظهره؟ أرى أنه لن يبدو عليه أي تغيير". ثم تقترح ترزيسنيوسكي ما تراه سؤالا أفضل: "لماذا هناك توجه كبير نحو النظر إلى الجيل الجديد بسلبية؟" يرجع تاريخ هذه النزعة إلى زمن سقراط، حسب قولها، "فالخوف يصيب الأجيال الأكبر سنا عندما ترى الأجيال الأصغر تفعل أشياء لا يستوعبها الكبار بدرجة كافية".

ورغم وجود تقاطع مهم بين الاضطرابين، حيث إن الشخص في كلتا الحالتين يستغلّ الآخرين لتحقيق مآربه الشخصية، فإن النرجسي عادة ما يريد الوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة يترافق معها وجود تقدير واعتراف بهذا من الآخرين، فيما يكون الدافع الرئيسي للشخصية السيكوباثية هو إيذاء الآخرين وانتهاك حقوقهم والاستمتاع بإخضاعهم لسُلطته. إلّا أن الشخص الذي يصاب بالاضطرابين معا (وهو أمر ممكن، بل هو الترافق الأكثر شيوعا لاضطرابين معًا من اضطرابات الشخصية جميعها) يكون الأسوأ مآلًا، تبعًا لمدى سوء الأنماط السلوكية والنفسية في هذين الاضطرابين حين يجتمعان.

يرى دون مور، الأستاذ في علم السلوك القيادي في كلية هاس للأعمال في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن هذا الأمر محفوفٌ بالمخاطر، في ضوء أن هناك الكثير من الظروف الحياتية التي اتبع الرابط قد تدفع المرء للاعتقاد أو حتى التوهم بأنه أفضل مما هو عليه في واقع الأمر، "وهو ما قد يقود إلى حدوث عددٍ من الأخطاء المتوقعة، والتي يُؤسَفُ لها في الوقت ذاته".

وجد علماء النفس في الولايات المتحدة أن أفضل طريقة للتعرف على الشخص النرجسي هي سؤاله مباشرة. إنهم يعانون من النرجسية بالسؤال: “إلى أي مدى توافق على العبارة: أنا نرجسي؟” بعد ذلك طُلب من كل مشارك تقييم نرجسيته على مقياس من سبع نقاط.

هناك نرجسية "عادية" وهناك اضطراب الشخصية النرجسية.. ما الفارق؟

ففي حين أنه يمكنك التعايش مع المتسلط، ما دمت لا تشكل تهديدا واضحا لتطلعاته، لكن الأمر يختلف تماما عندما تصبح هدفا للنرجسي الانتقامي. فهو لن يتوقف عن محاولة تدميرك، لأنك قد تكون تحديت مكانته المتفوقة دون أن تشعر، وسوف يتحدث عنك بسوء مع الأصدقاء والعائلة، أو يحاول طردك من عملك، أو يفسد علاقتك الزوجية ويقلب أبناءك ضدك وربما يقضي سنوات بهذه الحرب، حتى يتأكد من تدميرك، حسب الدكتور بورغو.

وتواصل تحذيرها من "جدية النرجسيين الزائفة، وتصرفهم بطرق تبدو لطيفة، لكنها تكون من قبيل التلاعب غالبا، بل مجرد حيلة لإبقائك على صلة بهم، أو للحصول على شيء محدد منك في المقابل".

النرجسيّة هي العَظَمة المَرَضيّة، وتُعدّ اضطراباً عقليّاً يُعزّز شعور الشّخص بأهميّته الخاصّة وحاجته للإعجاب، وعدم التّعاطُف مع الآخرين، لكنّه قد يُخفي وجود قلّة ثقة بالنّفس، واحترام قليلٍ للذّات يجعل المُصاب عُرضةً لأيّ انتقاد.

النرجسية الصحية هي الصدق الذاتي وإدراك الذات والتماسك مع الأشياء وتزامن الذات الفوقية والتوازن بين الدوافع الشهوانية والعدوانية والرغبة في التعبير عن الدوافع.

التشخيص الذاتي غير ممكن وليس علميًّا (حتى من طبيب نفسي لنفسه)؛ لأن هذه الأنماط مخادعة ونحن متحيّزون مع أو ضد ذواتنا غالبا.

كيف كانت محادثة دونالد ترامب وإيلون ماسك التي حضرها مليون متابع على اكس؟

هكذا، يهذب الشباب أوراق سيرتهم الذاتية، ويحدثون حسابهم الشخصي على موقع "لينكد إن"، ويسوقون لأنفسهم على الإنترنت، ويغمرون مواقع التواصل الاجتماعي بصور سيلفي، معدلة ومقصوصة بعناية، تعرضهم في وضعيات منتقاة بحرص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *